الأحد، 19 أكتوبر 2014

وادي دوعن... اصالة في التراث، جمال في الطبيعة وادي دوعن حضرموت

وادي دوعن... اصالة في التراث، جمال في الطبيعة

وادي دوعن حضرموت

مجلة السياحة: صنعاء: وادي دوعن يمثل أعلى جزء في وادي حضرموت ويتفرع في نهايته ( وادي ليمن ووادي ليسر) .. ويعتبر الوادي الأيمن هو الأكبر في مساحته وفي تعداد سكانه. تأتي كلمة دوعن من ( دوع ) وهو الوادي بالغة الحميريه ولأنه واديان فقد قيل ( دوعان ) ولسهولة النطق سمي (دوعن) ...



مدينة الخريبة:

اكبر وأقدم قرى وادي دوعن الأيمن وكانت منارا علميا مشهورا، إذ كان بها الرباط العلمي المعروف في وقت الشيخ /عبدالله بن أحمد باسودان واتصل هذا الرباط بعلماء تريم وسيئون وشبام وغيرها من مدن الوادي التي كانت تعج بالعلماء في ذلك الوقت. ويمتاز وادي دوعن بالجبال الشاهقة ( الحيود ) وبتقارب المسافة بين الجبال إذ أن معظم مساكن وبيوت ( ديار) دوعن تم تشييدها فوق المرتفعات وفي سفوح الجبال ويستعين اهل الوادي بالحمير في نقل أمتعتهم ومحتاجاتهم إلى بيوتهم ... ومن هنا جاء قول الشاعر:



وطّو جبالش والحسر بالغصب يا دوعن

لكن ما قدروا يوطّون الحيود



جمال الطبيعة وآثار الصالحين في هذا الوادي واضحة وجلية لكل زائر. وفيه من الغرائب والعجائب الشيء الكثير الدال على قدم الحياة في هذا الوادي. فقد رأيت بعيني وفي جزء شاهق وبعيد من احد جبال وادينا المبارك هذا، بيوتاً صغيرة شيّدت بأيدي عمالقة البشر في العصور القديمة، لان البناء كان من حجر وبتنسيق عجيب يدهش من يشاهده وفي منطقة يستحيل الوصول إليها إلا بالطائرة المروحية.

أثناء هطول الأمطار الموسمية تمتلئ الرحبة ( مجرى الماء) بالسيول الجارفة، وتتدفق المياه من رؤوس الجبال على شكل شلالات جميلة ورائعة، فيخرج الناس إلى أماكن تجمع المياه وتدفق الأنهار ليقضوا أيام وليالي في تلك الجبال مستمتعين بالجمال الرائع لتلك الطبيعة... ومن هنا جاء قول شاعر اليمن الكبير حسين ابو بكر المحضار والمشهور بلقب أبو محضار:



حب في القلب راسخ للجبال الشوامخ ذي تربيت فيها





تسقي هذه السيول الأراضي الزراعية الخصبة وكذلك أشجار النخيل المنتشرة في أطراف قرى الوادي. وفي السابق كان الملاك يهتمون بنخيلهم ويجنون منها أرباحاً وفيرة، حيث كانت محاصيلها تباع بأثمان غالية ، فيرهن احدهم نخلته او جزء منها ليخرج من أزمة ماليه مر بها. أما الآن فقد عزف الناس عن استثمار هذه الثروة خاصة بعد هجرة معظم أصحاب هذه المزارع من الوادي. ولم يعد هناك أي اهتمام باشجار النخيل ، مما أدى الى تلف جزء كبير منها حتى أصبحت تباع بأبخس الأثمان ولا تجد المشتري لها إلا بمشقة. لذا فقد اصبح الدخل الوحيد لمعظم سكان الوادي حالياً هي صلات أقربائهم المغتربين في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى التي تركزت هجرة سكان الوادي إليها اضافة لمدن المكلا وعدن.

من أهم خيرات هذا الوادي العسل الدوعني الأصيل، فلا تخلو قرى هذا الوادي من المناحل ( الجبوح ) سواءاً قليلة كانت أو كثيرة. والمتأمل لسفوح جبال دوعن اثناء مواسم هطول الأمطار يرى العجب العجاب، حيث يجدها ممتلئة بالمناحل التي يقوم اصحابها بنقلها الى هناك نظراً لكثرة اشجار السدر ( العلب) فيها.

تتفاوت القرى المنتشرة في كل جزء من وادي دوعن من حيث تعداد سكانها وكثافة مبانيها. فمن اكبر قرى وادي دوعن :



قرية الهجرين:

وهي تقع في حضن جبل فارد جاثم على الأرض اشبه بالجمل البارك من غير عنق ( هكذا وصفها المؤرخ ابن عبيد اللاه ). وفي ضاحية من ضواحي الهجرين ساقية تسمى ( دمون ) ويقال انها موطن امرئ القيس ابن حجر الكندي حيث أشار إليها بقوله عندما طرده ابوه منها :



تطاول الليل علينا دمون

دمون انا معشر يمانون

وانا لاهلنا محبون



ومن أعيانها السادة آل الكاف وآل العطاس وآل الجيلاني وآل العفيف وآل البطاطي وغيرهم. وتجاور الهجرين قرية تسمى( خريخر) معظم سكانها من آل محفوظ. وفي جنوب الهجرين جبل ذاهب طولا إلى دوعن علية بلدة يقال لها (صليع) هي ايضا لآل محفوظ. وقد اشار اليها امرئ القيس ايضاً في قوله عندما بلغه خبر وفاة ابيه وهو فيها:

أتَاني وأصحابـي على رأْسِ صَيْلَعٍ

حديــــثٌ أَطَارَ النَّوْمَ عَنِّــي فأَنْعَمَــا

فقلتُ لِعِجْليٍّ .....بعيـــــدٍ مآبُــــــهُ

 أَبِنْ لي وبَيِّنْ لي الحديثَ المُجَمْجَما

فقال: أَبيتَ اللعْنَ، عَمْرٌو وكــاهِلٌ

أباحَــا حِمَى حُجْرٍ فأَصْبَحَ مُسْلَمَــــا

وللمحضار قصيدة رائعة في الهجرين يقول فيها :

من قال لك في مصر خذ قصرين

با قول با الا كود في الهجريـــــن



وهناك ايضاً قرى صغيرة مثل غار السودان وهي تأتي بعد صيلع في الطريق إلى دوعن، وقرية نسره التي يوجد فيها آثار لعدد من الديار القديمة.



قرية صيف:

صيف (بكسر الصاد) يقال أنها سميت باسم قبيلة من قبائل حمير. وفيها مجمع للدوائر الحكومية الخاصة بمنطقة دوعن لموقعها المتميز من الوادي. ومن سكانها آل جمل الليل والبادغيش وغيرهم .. وفي الجهة المقابلة لصيف تقع بلدة ( حصن الجعافرة ) للباجعيفر .. ثم يأتي وادي صغير يسمى ( وادي فيل ) فبلدة كوكه التي تقع في مفترق الواديين، ثم  يتفرع الوادي المبارك الى قسمين هما (( وداي الأيمن ووادي الأيسر )) وقد أشار إليهما الشاعر بامخرمة قصيدته الجميلة التي جاء في مطلعها:



يابن سالم اذا شرفتوا على طلال دوعن

واستبانت لكم بانـــات ليسر وليمـــن

قف وكبر وقل يالله لك الحمـد والمــــن

فانه الوادي المشهور من زام مديـن

ما تجلى لموسى غيــــر بالواد ليمـــــن

كلمه به بلا واسط وللنــــور عيــــن

اهم قرى الشق الأيمن من الوادي:



قيدون: من قدامى البلاد وهي موطن الشيخ سعيد بن عيسى العمودي. ومن ساكنيها وأعيانها آل الحداد وآل باعقيل وآل العمودي والباداهيه والباحسن.

بضه:تسمى بضه (بضم الباء) وهي من كبرى قرى وادي دوعن وتقع في الجزء القبلي للوادي وقد امتد العمران في هذه القريه ليصل الى الجزء الشرقي. يقام بها سوق أسبوعي كل يوم احد يجتمع فيه خلق كثير من مختلف قرى دوعن وأيضا من السيطان والبوادي المجاورة للوادي حيث تأتي قوافل السيارات المحملة بمختلف أنواع الماكولات والاطعمة والاسلحة وغيرها. ومن اعيانها آلمشائخ آل العمودي ( آل مطهر) والسادة آل خرد. وفيها عقبة توازي عقبة شتنه في رحاب وعقبة خيلة في ليسر ، ومنها يصعد الناس إلى السيطان وبلاد البادية المجاورة.

خديش: تقع هذه القرية في الجانب القبلي من الوادي ، ومن سكانها الباعطية وآل باحطاب وآل بروم.

قرن ماجد: وتقع في الجزء الأيمن من دوعن في الاتجاه إلى أعلى الوادي ومن سكانها آل باريان وغيرهم.

بلاد الماء: وتقع في الجزء المقابل لقرن ماجد ومن سكانها آل بروم وآل خرد وآل العمودي.

قرية لجرات: تأتي في ترتيبها بعد بضه وفي نفس الاتجاه ومن سكانها البابطين والبغلف.

غيل بلخير:ومن سكان هذه القرية آل بلخير وآل باطرفي.

خسوفر: بلدة صغيرة من سكانها آل بغلف.

هدون: وفيها قبر نبي الله هارون. وتقام فيها زيارة سنوية في 15 شعبان .. ومن سكانها آل باخشوين وآل باشيخ .... (( ليلة النصف من شعبان وعدك الى هدون))

رحاب : تأتي بعد هدون في ترتيبها ، وفيها العقبة المشهورة ( شتنه ) التي يسلكها كل من أراد الذهاب إلى المكلا.

ومن سكانها آل الجفري وآل الحبشي وآل باعبدالله وآل با شماخ وغيرهم. وقد أشار إليها المحضار بقوله:



مكانش يا حسر دوعن عسيره

فلوس التاج ما قدرت توطيش

وشتنه عادها عقبــــه عسيـــره

مع المخرج تلقـى كم تناويـش



القويرة: وهي في الجانب القبلي من الوادي ومن اعيانها السادة آل المحضار والمشائخ الباقيس والباجبع وآل باحسين وغيرهم .. ومنها شاعرنا الكبير حسين ابوبكر المحضار رحمه الله .. وفي ضواحيها بلدة ( حالبون ) و ( جويضات ) ..

القرين: وتقع في الجزء الشرقي من الوادي وتقابل القويرة .. ومن أعيانها السادة آل البار والبافقيه وآل بامشموس وآل باعامر وغيرهم .. وتقام بها زيارة سنوية في 12 ربيع الأول.

عورة: وهي القرية التي كانت دارا للحكم ( مصنعة الباصرة ) ومن أعيانها الباصرة والباشنفر.

الرشيد: ومن أعيانها المشائخ آل بازرعة وآل باناجة وآل الحبشي وغيرهم.

المشرقي: قرية صغيرة في الجزء المقابل للرشيد.

الخريبة: وهي كبرى قرى وادي دوعن وفيها سوق يرتاده الكثير من سكان القرى المجاورة لها، وبها رباط علمي يهتم بتدريس علوم الشريعة الاسلامية تابع لجامعة الأحقاف. ومن اعيانها المشائخ آل باراس وآل باسودان، والساده آل الجيلاني وآل البار وآل العطاس وآل الجفري وآل العيدروس وآل باجنيد  وآل باجنيد باخريبة وآل باعبيد وآل بانبيلة وآل باجسير وغيرهم. وتقام بها زيارة سنوية تسمى (زيارة العيدروس). وقد امتد عمرانها الى اطراف متباعده، وتكونت منها قرية صغيرة سمّيت ( باجساس ) كل سكانها من أهالي الخريبة وتقع في الجزء المقابل لها. وللخريبة مكانتها المتميزة في الوادي.

شرق: وتقع في الجهه الشرقية للخريبة وبها كانت إدارة البرق ودار القضاء والحكم ، ومن سكانها آل الذيباني وآل الباعبيد ، ويجاورها وادي متفرع صغير يسمى ( الخلّة) يزرع فيه بعض الفواكه والخضروت البسيطة وفيه عين جارية على مدار السنة بالاضافة الى الكثير من اشجار النخيل التي يمتلكها بعض سكان الخريبة.

شويطة: قرية صغيرة بجوار "شرق" ويفصلها عنها ( الخلُّة ) معظم سكانها من البادية وقد رحل اكثرهم الى المكلا وضواحيها.

قرن باحكيم: ويقع ما بين بين الخريبة والرباط. وقد اتصلت المبادي بين الخريبة وقرن باحكيم لتصبح قرية كبيرة ممتدة الأطراف. ومن أعيان القرن قبائل آل باحكيم وقد كانت لهم تجارة وثروة عظيمة وعقارات في مصر، وكانت لهم دولة بلادهم حتى نجمت بينهم وبين القعيطي فتنة، ولهم وجود الآن في مدينة عدن كتجار ولايزال الجزء اليسير منهم في الوادي.

رباط باعشن: وهي من كبرى قرى دوعن ومنها المشائخ آل باعشن، وفيها مقبور الشيخ سعيد بن محمد باعشن صاحب كتاب (بشرى الكريم ) من أوسع كتب الفقه واشهرها. وفي هذا الجزء ينقسم الوادي أيضا الى قسمين وتقع الرباط في الوسط. ومن سكانها آل العمودي وآل الصافي وآل العطاس وآل الحامد وآل باعشن وآل بن لادن وغيرهم. ويعتبر سوقها من اكبر أسواق الوادي وأكثرها حركة في الفترة الصباحية. وتتصل الرباط ببلدة حصن باصم من ناحية المشرق.

قرحة الباحميش: وفيها قبائل آل باحميش المعروفين بالعلم والحكمة .. وبعدها بلدة (غيل باحكوم ) ثم منطقة أهل الصعيد ومن ثم ينتهي الوادي.



اهم قرى الشق الأيسر من الوادي :

العرسمة، الجحي، صبيخ، خيله: بلاد آل بقشان، المكلا، تولبه، ضري، حوفه، الدوفه، عقرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق