الأحد، 19 أكتوبر 2014

مدينة جبلة : قصيدة خضراء .. وسمفونية عشق

مدينة جبلة : قصيدة خضراء .. وسمفونية عشق!
الثلاثاء, 12-أكتوبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - جبله شبكة اخبار الجنوب - سياحة - صادق زاهر -

 جبلة مدينة تسحرك أجواؤها واخضرار وديانها ومدرجاتها الجبلية وتبهرك أكثر بعراقة دورها وقباب ومآذن مساجدها التاريخية التي تعود إلى مئات السنين، سميت قديماً بمدينة العلم ومدينة النهرين ولها في التاريخ اليمني القديم حضور مهيب.. مدينة جبلة جمعت بين أصالة التاريخ وعبق الطبيعة ومثلت في حقبة من الزمن منارة للعلم والعلماء ومنبعاً من منابع العلم والمعرفة اغترف منه الكثير من علماء وقضاة اليمن المشهورين وهي بدورها وقبابها ومآذنها الشامخة المعانقة زرقة السماء شاهدة على ماخلدته يد الإنسان اليمني قديماً وحفاظ الأجيال المتعاقبة على مثل هذه الكنوز التاريخية هو حفاظ على الهوية اليمنية بحـد ذاته.
مدينة تحكي جمال الطبيعة وسحرها و هواءها النقي وأمطارها الغزيرة جعلتها مدينة الجمال والروعة تتميز بشلالاتها المدهشة وتضاريسها الجبلية المتنوعة , ومعالمها التاريخية العريقة.
مرتفعاتها الملتحفة بالضباب،رسمت لوحة بديعة باللون الأخضر الدال على التفاؤل والخير والسلام تثير في النفس تساؤلات شتى حول إعجاز الطبيعة الخلابة التي حباها الله بها وتحتم على زائرها قبل أن تطأ قدماه عشب أرضها السابحة في طقوس حالمة , أن يتوضأ وضوء الحياة وطهارة القلب , وأن يهيئ نفسه لمشاهدة كينونة الجمال وصور الدهشة والافتتان بطبيعة خلابة مكسوة بالخضرة وغنية بالمياه و تشتهر بالزراعة .
تتميز جبلة بتنوع مناخي وجغرافي بديع، فمناخها معتدل إلى دافئ صيفاً وبارد شتاءً، في مرتفعاته الجبلية الخضراء، وموسم الأمطار فيها أطول المواسم وأغزرها، كما تشتهر بالزراعة وتمتلك العديد من المواقع السياحية المنتشرة في أنحاء متفرقة إلى جانب مواقعها التاريخية العريقة من قبل عصور الإسلام وتعد من أهم مناطق الجذب السياحي .
حضارة وخضرة دائمة
تقع جبلة المتخمة بأسطورة التاريخ الحضاري والخضرة الدائمة والتي تبعد عن مدينة إب بحوالي 6 كم في موقعٍ هام يتوسط أهم مديريات محافظة إب يحدها من الشمال مديرية إب , ومن الجنوب مديريتا السياني , وذي السفال ,ومن الشرق مديريتا إب والسياني ومن الغرب مديريتا العدين , وذي السفال وتبلغ مساحة المديرية ( 120 ) كم2 .
و عدد سكانها المقيمين في المديرية ( 112481)نسمة وفقاً للتعداد السكاني للعام 2004م .
 تتكون المديرية من دائرتين محليتين و ( 11 ) عزلة جبلة، وعزلة الربادي ,وعزلة الثوابي ,وعزلة وراف ,وعزلة الشراعي, وعزلة السرايم ,وعزلة الأصابح ,وعزلة جبل رعاويين ,وعزلة الشهلي ,وعزلة أنامر الأعلى ,وعزلة أنامر الأسفل, وعزلة الشهلي .
وتتميز مديرية جبلة بقربها من مدينة إب مركز المحافظة وترتبط بها بواسطة طريق تتفرع من الخط الرئيسي (صنعاء – تعز ) وترتبط عزل المديرية بطريق فرعية ترابية.
أهم الجبال : جبل التعكر”حصن التعكر” وجبل القبرين في عزلة الربادي , جبل نامة في عزلة الثوابي , جبل قذوان بعزلة انامر أعلى , وجبل الشراعي , القلعة في عزلة الشهلي , جبل الرميس , جبل الاكام في عزلة وراف , جبل قماش في الأصابح , حصن قيان في عزلة جبل رعاويين (رعويين) .
أهم الأودية : توجد عدد من الأودية والسوائل الصغيرة، منها وادي شبان في عزلة المكتب وسائلة الموسنة في عزلة جبل رعاويين (رعويين) ووادي السباح في الشهلي وهناك عدد من الغيول والعيون المائية في عزلة الثوابي والربادي والشراعي والمكتب .
مدينة جبلة: مدينة عامرة تقع جنوب غرب مدينة إب بمسافة 6 كم وكان يطلق عليها مدينة النهرين لوقوعها بين نهرين كانت مياههما دائمة الجريان، وقد ذكرها الحموي بأنها تسمى ذات النهرين قال: "ذو جبلة مدينة تحت جبل صبر وتسمى ذات النهرين ، وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها" . وقد أخطأ في موقعها بأنها تحت جبل صبر والأصح بأنها تحت جبل التعكر الذي يوجد فيه حصن من أشهر حصون اليمن ،وأول من اختطها الملك الصليحي علي بن محمد الصليحي سنة 448 هــ / 1056م بعد أن تمكن من ملك اليمن كله ، واتخذ صنعاء عاصمة له ، ولكنه قتل على يد سعيد الأحول، وتولى المُلك بعده ابنه أحمد بن علي الصليحي الملقب بالمكرم ، و أصيب بالفالج ففوض جميع أمور المُلك إلى زوجته السيدة بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي المشهورة بأروى ، فعملت على نقل العاصمة إلى جبلة ، فيورد بن مخرمة في كتابه ( النسبة إلى البلدان) أن سبب انتقال المكرم إلى ذي جبلة أنه كان يهوى الإقامة في صنعاء وكانت امرأته السيدة بنت احمد هواها الإقامة بجبلة ، فطلبت منه أن يحشر الناس إلى الميدان بصنعاء فحشرهم وأشرف عليهم فلم يقع بصره إلا على برق السيوف ولمع البيض الأسنة ثم توجه معها إلى جبلة وطلبت منه أن يحشر الناس إلى الميدان فحشرهم وأشرف عليهم فنظر فلم يجد إلا من يقود كبشا ً أو يحمل سمنا ً أو عسلا ً أو برا ً ، فقالت له العيش مع هؤلاء أولى ، ثم سكنا بجبلة وفيها يقول عبد الله بن يعلى الصليحي :
هبّ النسيم فبتُ كالحيران
   ما مصر ما بغداد ما طبرية
خددُ لها شامُ وحب ُ مشرق
   شوقاً إلى الأهلين والجيران
كمدينة قد حفها نهران
   والتعكر العالي المنيف يماني
والنهران هما واديان صغيران يحيطان بالمدينة دائما الجريان طوال العام ، وشهرة هذه المدينة من شهرة السيدة بنت أحمد الصليحي التي حكمت بعد وفاة زوجها المكرم
معالم سياحية
ما زالت الكثير من المعالم والمآثر والشواهد العظيمة موجودة إلى يومنا هذا ، ومن أشهر معالم المدينة دار العز أو دار السلطنة أو قصر الحكم وهو مكون من أربعة طوابق تحتوي على ثلاثمائة وستين غرفة بعدد أيام السنة وكل غرفة لها اسم معين يميزها عن غيرها من الغرف مثل: المنبر ، الحلقتان ، الكرمة ، الشامخة ، الثريا ، المسعدة ، السماك ، السعيدة وقيل إن الملكة أروى كانت تبيت كل يوم في غرفة وعندما تصل إلى آخر غرفة تعلن انتهاء السنة حيث كانت تؤرخ لحكمها من خلال هذه الطريقة، كما يضم القصر عدداً من الدواوين للاجتماع بالناس وكذلك العديد من السراديب وهي: سرداب يمتد من القصر وحتى حصن التعكر ، وسرداب يمتد من القصر إلى عقد جسر الزراق جنوب المدينة وسرداب يمتد من القصر إلى الجهة الشمالية حتى عقد حنش المعلق فوق مضيق وادي سائلة حديد ، وقد تهدمت أجزاء كبيرة من القصر إلا أنه ما يزال في بعض أجزائه سكان، وفي جهةالغرب من المدينة يقع حصن التعكر بفتح التاء وسكون العين المهملة وفتح الكاف وقد ذكره ياقوت الحموي “التعكر قلعة حصينة عظيمة مكينة باليمن من مخلاف جعفر مطلة على ذي جبلة ، ليس باليمن قلعة أحصن منها . “
ويقال إنه أسس قبل ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة ويقول فيه محمد بن أبان الخنفري :
وفوق التعكرين لنا قصور
تشاييد الشرامخة الطوال
ومن أشهر مناطق جبلة الثوابي التي يوجد فيها العديد من المعالم التاريخية القديمة كالجوامع والقباب والمناظر الطبيعية الجذابة والشلالات المتعددة، ووراف التي اكتشف فيها موقع أثري بالصدفة أثناء شق طريق في المنطقة فقد عثر في هذا الموقع على مجموعة من الأواني الفخارية وحلي من البرونز والحديد عبارة عن أساور رقيقة وقرطين أحدهما صغير من الذهب والآخر من الحديد وحلق ومجموعة من الأسلحة عبارة عن مجموعة من السكاكين ورؤوس نبال وفأس من الحديد وثلاث عملات تحمل اسم الحاكم الريداني عمدان بن يهبض كما عثر على رأس رمح من الحديد وحلقة ومخيط من الحديد.
ودائماً ما تجري المناظرات والمفاخرات الأدبية والمهاجمات الفكاهية الكلامية بين مدينتي جبلة وإب ومن بعض هذه المفاخرات فقد قال الشاعر صالح أحمد سحلول:
ياأهل اليمن صدقوني
   ما مثل جبلة وإبَّا
إب الغروب والمشنة
   تشبه مناظر أوروبا
ما أطعم الأكل فيها!
   طعمه كطعم المرُبَّا
يا سعد من حل فيها
   وفي رباها تربا!
فجوها الطلق يغني
   عن الدوا والأطبا
لواؤها كله أخضر
   قبله وشرقاً وغربا
ترى السحب في سماها
   بالغيث تنصب صبا
ما مثل ألف بامدينه
   تزرع فواكه وأبا
أمسيت فيها ليالي
   وازداد لها القلب حبا
متحف الملكة
متحف الملكة الصليحية يوجد بجوار بقايا دار العز، ويتكون من عدد من الغرف الصغيرة ويضم المتحف أجزاء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمن الملكة أروى مثل أدوات الحرب والأكل والزراعة والحدادة والنجارة ومختلف المهن في ذلك العصر .
ويوجد في جبلة بعض السماسر [الخانات] التي كانت محطات للتجارة والإيواء ومن أهمها : السمسرة الغربية ، السمسرة القبلية، السمسرة الشرقية ، سمسرة الزبيب ، سمسرة السرة ، سمسرة المعصرة سمسرة الوزيرية .
الأسواق
من أهم الأسواق: سوق المدر الذي تباع فيه الأواني الفخارية وينعقد بشكل يومي ، وتعتبر معظم أسواق جبلة أسواقاً متخصصة سلعياً بشكل يعكس الفهم المبكر لتقاسم الأدوار في الحياة التجارية ومن هذه الأسواق: سوق المجزرة ، سوق الذرة ، سوق المشموم ، سوق النجارين ، سوق الخضر ، سوق الحدادين ، سوق الحطب ، سوق السليط ، سوق الخياطين ، سوق العطارين ، وسكة القصبة .
دار العــــز
دار العز ( دار السلطنة) بقايا أطلال تربعت على عرشه أول ملكة يمانية في التاريخ الإسلامي الواقع في حارة الدار أسفل المدينة تم بناء الدار من قبل الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي سنة 480هـ/ 1087م وجزء منه به متحف الملكة الذي يحتوي على كتابات تتضمن تأريخ ولادة الملكة وتأريخ وفاتها ومنجزات الملكة ووصاياها التي أخذت حيزاً كبيراً ومسبحتها الكبيرة الشهيرة والمخطوطات والسيوف والهودج وهدايا الخلفاء الفاطميين لها من مصر .
وهوعبارة عن بناء مكون من خمسة أدوار مبني من الأحجار المهندمة المختلفة في الشكل والنوع .
الجامع الكبير
يقع في وسط المدينة وهو من أشهر الجوامع في اليمن ينسب بناؤه إلى الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي سنة 480هـ المشهورة باسم أروى وهو من المساجد العتيقة والذي التزم النمط الهندسي المعروف في العصر الإسلامي المبكر والمتمثل ببيت الصلاة يتقدمه صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات . ويضم الجامع ضريح الملكة سيدة بنت أحمد ويحتوي على عناصر معمارية وزخرفية قديمة، منها زخارف كتابية قرآنية بالخطين الكوفي والنسخ بالإضافة إلى زخارف نباتية تتشابه مع التكوينات الزخرفية النباتية لجوامع الدولة الفاطمية في مصر .
مسجد السنة
يتكون المسجد من البنية والفناء والملحقات المائية والمئذنة وقد بني من الحجارة وكسي بالقضاض ، وبه مئذنة جميلة ومشهورة تقع في الركن الجنوبي الغربي وتتكون من قاعدة مربعة تضيق كلما ارتفعت يرتكز على هذه القاعدة بدن أسطواني الشكل بني من الآجر ، وينتهي بشرفة دائرية الشكل تعرف بشرفة المؤذن ، ويعلو هذا الجزء طاقية المئذنة وهي عبارة عن سطح مضلع مغطى بطبقة من القضاض ، وقد زخرفت الواجهة الخارجية لهذا البدن بزخارف هندسية .
مسجد قبة الزوم
ويعرف أيضا باسم قبة يعقوب في الجهة الجنوبية لدار السلطنة، وقد بني في سنة 921هـ كما هو مؤرخ على محراب هذا المسجد .
مسجد النجمية
يقع هذا المسجد في الجهة الجنوبية لدار السلطنة وإلى الجهة الغربية من قبة الزوم ، وباني هذا المسجد الدار بنت علي بن رسول ، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى زوجها نجم الدين.
بالإضافة إلى عدد من المساجد من أهمها : مسجد الدار ، ومسجد سرمد ، ومسجد النور ، ومسجد البومة للرجال.
المدرسة الشرفية
تقع المدرسة الشرفية وسط المدينة في حارة الصلبة عبارة عن مبنيين يحيط بهما بعض الملحقات الخاصة كالبركة والمطاهير والحمامات والمقصورة وأماكن إقامة الدروس (الايوانات) نفذت بمخطط هندسي فريد وتقسيم يحمل طابع الفرادة من بين مساجد ومدارس جبلة نفذت بعض الزخارف الجدارية على القضاض تحمل أشكال الخطوط المتموجة .
ومن الدور العلمية في جبلة: معلامة المؤيد ، ومعلامة الوصابي ، ومعلامة عبد المؤمن شمسان ، ومعلامة غيثان ، ومعلامة العمال .
الجسر والضريح
جسر يربط بين مدينة جبلة القديمة والحديثة ، وهو مبني بالحجارة والقضاض والجسر يرتكز على قاعدة صغيرة بمساحة بناء ويعلوه ممر للعبور بطول 7م وعرض 15م .
ومن الأضرحة الأثرية: ضريح سيدة بنت أحمد الصليحي الذي بنته في جامعها في القرن السادس الهجري ، وأوصت أن تدفن فيه ، ويتميز بزخارفه الكتابية التي ضمت بعض الآيات القرآنية المرسومة بالخطين الكوفي والنسخ ، بالإضافة إلى زخارف نباتية متوافقة مع التكوينات الزخرفية النباتية المعروفة في جوامع الدولة الفاطمية في مصر ، مقبرة التيجب ، مقبرة المخلطة في قرية تمرة بالوقش ، ضريح الحاج أحمد بن صلاح الرحبي في رحاب الربادي وفي عزل المديرية توجد العديد من المعالم والمواقع الأثرية منها :
جامع البغشي والمدرسة العلمية التي بجواره بعزلة الثوابي الذي بناه الشيخ عبدالله بن سليمان البغشي في نهاية القرن الرابع الهجري ولازالت شاهدة إلى الآن كما جاء في كتاب “طبقات صلحاء اليمن” ويوجد في نفس العزلة أيضا جامع آخر في أعلى جبل نامة وجامع في قرية عساب بالثوابي أيضا.
وفي عزلة وراف هناك موقع في قرية الخبالي يعود إلى فترة ما قبل الإسلام ، عثر فيه على قبور تحتوي على أساور وأقراط من الذهب ، ومجموعة من الأواني الفخارية والأسلحة ، بالإضافة إلى العمدان التي تعود إلى عصر الملك سبأ وذي ريدان عمران يهقبض .
قبة العقيبي
القبة عبارة عن مسجد صغير ينسب إلى الشيخ الجليل عمر بن سعيد العقيبي وهو من العلماء المشهورين في القرن السابع هجري وقد تفقه عنه كثير من العلماء ، وقد جددت في بداية القرن الثامن الهجري .
مدرسة علي بن عبد الرحمن: هي مدرسة صغيرة من العصر الرسولي في قرية ذي عقيب بعزلة وراف تعود إلى الإمام الجليل علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رسول المتوفى سنة 753هـ .
السواقي
تشتهر مدينة جبلة بالسواقي التي تنقل المياه من مناطق مختلفة في أعالي الجبال إلى مركز المدينة ، وقد بنيت عدد منها في عهد الدولة الصليحية ، وتعتبر إنجازاً هندسياً فريداً في ذلك العصر ، حيث روعي في تصميماتها مرورها في مناطق وتضاريس مختلفة الارتفاعات ، وتتكون في كل منها من جدار مبني من الحجارة ومجرى للماء في أعلاه ، وتصب جميعها في خزان بأعلى المدينة ، ومن أشهرها ساقية الأسلاف وساقية شعب الرزاحي وساقية الشراشير وساقية الوقش ، وساقية البغشي بالثوابي ومازال بعضها يقوم بوظيفته حتى يومنا هذا .
كما توجد في مدينة جبلة العديد من المنشآت المائية الأثرية ومنها: سقاية المدرج ، سقاية مسجد القشيبي ، وبركة ماجل الكناني .
الحصـــون والقـــلاع
أولاً- حصن التعكر: حصن أو جبل التعكر “كما يحب تسميته المؤرخون” هذا الحصن الذي يرتفع حوالي “3000” متر فوق سطح البحر فيه يتمد نظرك إلى أبعد ما يمكن أن تتصوره حيث يطل الجبل من الناحية الجنوبية الغربية على مدينة ذي السفال وأجزاء من السياني ومن ناحية الشمال يمكن مشاهدة مدينة جبلة والوقش وسائلة جبلة ومفرق جبلة أما من الجهة الجنوبية الشرقية فيمكن مشاهدة مدينة السياني وعندما تطل من أعالي جبل “التعكر” فإنك حينها ستشعر وكأنك طائر يطير بجناحيه في السماء، وتزيد لديك أحاسيس الفرح والسعادة عندما تنقل نظرك من جهة إلى أخرى لتشاهد المناطق الجميلة دائمة الاخضرار والتي يتجه المزارعون لزراعتها ورعايتها ومن ثم حصادها وأنت في أعلى قمة جبل التعكر سترى جبل صبر الذي يأتي إليك بكل ما احتوى من عظمة وجمال وعندها تلتف ببصرك قليلاً لتشاهد أمامك جبل صبر وصقاة في تعز وجبال المقاطرة وقلعتها العظيمة و جبال سورق وماوية.
وفي الاتجاه الآخر نقيل سمارة والقفر وجبل الخضراء في حبيش.
ولقد ورد في كتاب “صفة جزيرة العرب” مايؤكد عراقة وأصالة حصن التعكر الضاربة في جذور التاريخ.. حيث عده الهمداني بأنه من شوامخ الجبال التي في رؤوسها المساجد الشريفة.
وتؤكد المراجع التاريخية كـ”فقهاء اليمن” لعمر بن علي بن سمرة الجعدي و”الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير” لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني وكتاب “تاريخ وصاب الاعتبار في التواريخ والآثار” لمؤلفه وجيه الدين الحبيشي الوصابي أن حصن التعكر مسكنه جمان من يحصب الأسفل وأن جبل جناد من التعكر إلى ريمة مكان اسمها عرفة وأساس التعكر من “3000” سنة بل تذهب بعض الكتب التاريخية للقول “إن التعكر منذ أن تم بناء الحصن فيه تعود إلى ستة آلاف سنة”وتضيف هذه المؤلفات أن جبل أو حصن التعكر كان يسكنه قبل الإسلام راهب يسمى “سطيح التعكر” ولذلك سمي الحصن فيما بعد باسمه..
ويؤكد هذا القول أبو محمد الحسن الهمداني في مخطوطه الإكليل نقلاً عن رواة معتمدين مثل كعب الأحبار وهو تابعي جليل حيث قال: “إنه أدرك من عشيرته من لقي سطيحاً التعكري” وهو كاهن ذو صيت تميز بالحكمة والدراية وقد نقل أنه كان يتخذ من حصن التعكر مسكناً وكان الناس يأتون إليه من كل مكان ليأخذوا عنه الحكمة.
ونقل عن كعب الأحبار أنه قال: “في اليمن بقاع منها أربع مقدسة وأربع مشئومة أو محرومة وثمانية كنوز والبقاع المشئومة أو المحرومة هي في “الجبل الأشهب” وهو من أشهر جبال اليمن الذي سيظهر فيه الخراب وتعوي فيه الذئاب والجبل الأشهب هذا عند الهمداني نقلاً عن أحد طلابه هو التعكر.
وقديماً كان للتعكر شهرة واسعة وكان تعكر المخلاف يضم مدناً كثيرة منها مديريات “العدين وذي السفال والسياني وذي جبلة” حيث كان المخلاف قديماً يحوي عدداً من المديريات وتحيط بالجبل من الناحية الجنوبية الغربية منطقة جميلة ومن الجهة الشرقية عرشان من عزلة المكتب مديرية جبلة أما الشمالية فتوجد عزلة الربادي.
وتشير المصادر أن حصن التعكر لبني الصليحيين ثم للسيدة أروى بنت أحمد الصليحي، ويعد من حصون ومعاقل اليمن القديم وقد ذكره الأمير محمد بن أبان الخنفري الحميري في فجر الإسلام إذ قال في قصيدة أوردها صاحب الإكليل الهمداني.
وفوق التعكرين لنا قصور
تشاييد الشمارخة الطوال
وتشير المصادر التاريخية أن ابن المفضل بن أبي البركات طلب هذا الحصن من السيدة أروى ليقيم به، فأجابت بالقبول حتى سار إلى مدينة زبيد على رأس حملة عسكرية لمحاصرة بني نجاح فطالت غيبته مما أدى بجماعة من الفقراء إلى استغلال ذلك فقاموا بثورة على نائبه في الحصن تكللت بالنجاح، حيث قضوا على النائب وبايعوا ابراهيم بن زيدان عم عمار الشاعر أميراً لهم، وما كان من المفضل إلا أن عاد وحاصرهم لسنوات لكنه لم يستطع دخول الحصن، إلا بعد أن تفاوضت السيدة أروى مع المتمردين.
كان حصن التعكر قبل أن تتنازل به السيدة أروى لابن الفضل، يعده العاصمة الصيفية للدولة الصليحية، حيث كانت تقيم السيدة أروى فيه أيام الصيف أي مع موسم، تساقط الأمطار واخضرار الجبال والسهول التي يمكن رؤيتها من الحصن بسهولة نظراً لارتفاعه الشاهق.
كما مثل حصن التعكر للسيدة أروى مكاناً آمناً لخزن الذخائر والمال والحبوب حيث تؤكد الآثار الموجودة حالياً صحة ذلك ومنها الكهوف والصغيرة المنحوتة بالحجر وكانت تستخدم كمأوى ورباط للمواشي والأغنام وهذه الكهوف منحوتة بشكل هندسي بديع.
وبحصن التعكر تغنى الشعراء وافتخر به الأمراء والسلاطين وكتب عنه الأدباء والفقهاء ولم يعد له اليوم من وجود سوى بضع آثار تتمثل بالمدافن والبرك حيث توجد ثلاث برك مائية، أكبرها تلك التي تقع في الجهة الغربية وأوسطها تقع شمالاً وقد بنيت في إحدى جوانبها عتبات تتدرج من الأعلى وتحت كل عتبة حوض صغير بغرض جمع مياه الأمطار حال تساقطها وانحدارها لتستقر في حوض البركة الأم بعد أن تكون المياه تجمعت في حوض التعبئة من درجة إلى أخرى وتصل بالنهاية المياه إلى البركة وهي في حالة نقية من الشوائب والطين وبهذه الطريقة الهندسية البديعة والطبيعية كانت تتم عملية تصفية المياه في الصحن.
أما البركة الثالثة فتقع في الجهة الشرقية من الحصن وهي تعد الأقوى من بين البرك الأخرى ومازالت جدرانها مغطاة بالقـضاض إلى وقتنا الحاضر، أما المدافن الموجودة في الحصن فكما تشير المصادر التاريخية فعددها سبعة مدافن، منها ثلاثة عميقة جداً والأربعة الباقية أقل عمقاً، وتشير المصادر الثلاثة أن المدافن العميقة كان يطلق عليها ممن استوطنوا الحصن بمدافن جهنم وكانت تستخدم من قبل الصليحيين لخزن الذخائر وهذا يبرر سبب عمقها حيث يمكن لمن ينظر إليها من فتحة المدفن أنها واسعة وعميقة وصممت على شكل دائري، أما المدافن الأخرى فقد كانت تستخدم لخزن الحبوب والطعام وغيره.
لهذا ندعو الجهات المختصة بحماية المعالم التاريخية إلى ترميم وتأهيل حصن التعكر وغيره من المعالم التاريخية التي تزخر بها مديرية جبلة و الحفاظ على هذه الآثار والمواقع التاريخية وإعادة ترميمها سواء كانت هذه المواقع داخل المدينة أو في المدن الثانوية وفي الأريـاف.
ولما تمثله مدينة جبلة التاريخية والأثرية من أهمية تاريخية عريقة في التاريخ اليمني القديم والمعاصر إلا أن هذه المدينة اليوم باتت تهدد بخطر أبنائها بمحاولات للبناء الحديث والمسلح الذي يطمس ويسيء للفن المعماري الأثري الذي تتميز به جبلة الأسطورة.
وأقول: لقد حان الوقت لإعطاء هذه المدينة التاريخية حقها من الاهتمام والتفعيل لمكانتها التاريخية وموروثها الغني عن التعريف فهاهي مدينة جبلة مكتملة بالخضرة وحضور التاريخ وبوعي واستنارة أبنائها النوابغ وبالدور الفاعل لمكتب التربية والتعليم بالمديرية الذي يُعتبر المحرك الأساسي لنجاح مشاريع الحفاظ على مدينة جبلة من خلال التربويين وطلبة المدارس وكذا بمسئولية الجهات المعنية في جبلة، التي نأمل أن تضع حداً للزحف العمراني الأسمنتي الذي يكاد يخنق الأجواء الرحبة ويشوه الصورة الساحرة البديعة لمدينة جبلة القديمة ففي جبلة يتنفس المرء الحب وينغمس في ابتهالات وروحانيات الروعة والدهشة وفيها يمس الشحرور ويبتهل الحمام ويعشعش الأمل
حصن الحميري
يقع في قرية الحصن وهو مكون من دار ذي أربعة طوابق مبني بالأحجار الحمراء يحيط به عدد من الملحقات هي بركة الماء وغرف الحراسة والأبراج والمدافن.
قلعة الشهلى
موقع أثري قديم يقع في منطقة الشهلي يعود الى العصر الحميري بنيت القرية الحالية من أحجار الموقع القديم هناك بعض الأعمدة الحجرية موجودة في بعض المباني ، استخدم الموقع في العصر الإسلامي وبني من أنقاضه مسجد قديم يعرف باسم مسجد القلعة يحيط بالمسجد سور من الخارج، تطل عليه من الداخل البرك الكبيرة والفناء المكشوف يرتكز السقف على دعامة حجرية ترفع السقف الخشبي المكون من الألواح الخشبية المزخرفة .
وهناك عدد من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة منها: موقع جبل نامة ، وموقع ذي نعمة ، وموقع الجبوبة ، وموقع الجبابي أنامر ، وموقع قرية ذي حوال ، ومقبرة وردة ، وموقع جبل الحود .
هذه هي جبلة خلاصة قصيدة خضراء، وتقاسيم وجد تعزف سيمفونية عشق جماعية تترافقها الأداء سفوح ووديان، شجر وغصون، وحمائم وطيور لتبدو جميعها في تناغم فريد، تردد هذا النغم والألحان الطبيعة الربانية على مدى تاريخها العابق بالحضارة.

الجمهورية نت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق