الأحد، 19 أكتوبر 2014

محمية حوف... غابة الضباب في اليمن السعيد محمية حوف مجلة السياحة: است


محمية حوف... غابة الضباب في اليمن السعيد
محمية حوف

مجلة السياحة:  استطلاع: ماجد احمد التميمي:  حوف .. الغابة والجبل والبحر والوديان والضباب والكائنات الحيه ، مفردات حيه وجميله اتسق به ذلك المكان لتتشكل من خلاله لوحة جمالية طبيعية آسره ، في محمية حوف تقراء  هذه المفردات جيدا وتعيش تفاصيل حكاياتها  المدهشة ، انها المحمية الطبيعية التي انسلخت من جسد التاريخ الطبيعي فحافظت على بقائها غير آبهة بحصار الصحراء وعبث الرمال.





الجغرافية الطبيعية للمحمية

في أقصى الشرق اليمني تقع محافظة المهرة بين خطي عرض(15ْ- 20ْ(  شمالا وبين حطي طول (51ْ- 45ْ) شرقا ،و تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 1500كم وتتصل المحافظة بصحراء الربع الخالي من الشمال ، ومحافظة حضرموت من الغرب ، والبحر العربي من الجنوب ، وسلطنة عمان من الشرق .

اكتسبت مديريه  حوف التابعة لمحافظة المهرة أهميتها وشهرتها كونها تحتضن واحدة من اهم واشهر المحميات الطبيعية البريه في اليمن وهي محمية حوف ،  حيث تشغل المحمية فيها  مساحة تقدر بحولي 30000 هكتار ،  وتشكل نقطة تقاسم طبيعية بين اليمن وسلطنة عمان ، فالمحمية وحدها لم تعترف باية حدود جغرافية ولا باي قانون سياسي ، حتى الاحياء فيها تعيش وفق قانون الطبيعة غير ابهة باي قانون بشري ،  لقد توسعت المحمية وواصلت امتداداتها الطبيعية لتتربع فوق الارضي اليمنية بمحافظة المهرة والاراضي العمانية بمحافظة صلاله في تناسق بيولوجي وطبيعي نادر  ، حتي بات ذلك الكنز الطبيعي يشكل قاسم مشترك بين الدولتين.

المحمية  بموقعها الجغرافي تقع عند خط طول   41 16 37/ º 16 شمالا وعند خط عرض 04 53 55/ º 52 شرقا وتمتد بمحاذاة السواحل الجنوبية للبحر العربي على امتداد يقدر بحوالي 60 كم حتى جبل رأس فرتك ،  وهي ذات طابع جغرافي جبلي وبحري حيث تُكسى تلك المرتفعات بغطاء اخضر جميل وبتناسق طبيعي  بديع بحيث يتدرج إلى أعلى مرتفعاتها  والتي تقدر بحوالي 1,400 متر عن سطح البحر .

تعتبر محمية حوف من أكبر الغابات في شبه الجزيرة العربية كما تشير بذلك الجغرافيا ، حيث تسودها نباتات استوائيه منذ مئات السنين ، وذلك الانتشار الكثيف والواسع لنباتاتها  ما هو الا انعكاس طبيعي  لما  تتمتع به من مناخ  معتدل الحرارة ورطب في بعض الاشهر من السنه ، حيث يلفها الضباب من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر، وتهطل عليها الأمطار الموسمية بمعدل 300ـ700 ملم، كما يسودها مناخ جاف شديد الحرارة في بقية أشهر السنة .

 قالبها الطبيعي وكنوزها الأحيائية النادرة جعلها محط اهتمام الباحثين والسياح والبيئيون ، الامر الذي جعل الحكومة اليمنية تسعي لاحتضانها بشكل رسمي وتعلنها محمية طبيعة رسميه في اغسطس من العام 2005 م .





فضاء الكائنات الحيه

يحفل القاموس البيولوجي لمحمية حوف بالكثير من المفردات الأحيائية ، وقد قدر لهذه المحمية ان تاخذها طريقها الى الاهتمام  وان تخضع مؤخرا للتصنيف البيولوجي الذي يعد تصنيفا فيه الكثير من النقص والجهد ، لكن برغم  بساطة هذا التصنيف فقد اظهر وجود عالم متنوع من الاحياء  النباتي والحيواني ، اذ قدر وجود أكثر من 225 نوعاً من النباتات تشكل حوالي 12% من إجمالي النباتات في اليمن .

تم تصنيف هذه النباتات إلى 65عائلة و 165جنساً،  تنوعت بحيث تضمنت 45 نوعا من الأشجار و49 نوعا من الشجيرات و88 نوعا من الاعشاب العطرية و10 أنواع من النباتات المتسلقة و7 أنواع من أعشاب ونباتات البردي و12 نوعا من النباتات الزراعية، و 9 أنواع من النباتات المائية الطحلبية. وقد اثبتت بعض الدراسات ان الكثير من هذه الانواع النباتية  تستخدم لأغراض طبية واسعة  والبعض منها تستخدم لاغراض التجميل ، ولعل من  ابرز النباتات الموجودة فيها  الحومر ، والاسفد ، واللبان ، والسدر ، والخدش ، والعض، والمشط والكيليت والفيطام .

 ولكن الأجمل ما في هذه المحمية أنها تأوي إليها حيوانات برية مفترسة كالنمر العربي - الذي يعد واحدا من الرموز الوطنية في اليمن الى جانب شجرة دم الاخوين - والذئاب والضباع والقطط البرية وحيوانات برية مسالمة كالوعول والغزلان والوبر والأرانب البرية مما يجعل توازن الحياة فيها أمراً محسوماً.

الطيور تزين المحمية وتملاها صخباً ،حيث تحوي أكثر من 65 نوعاً من الطيور تتبع 30عائلة، منها 6 أنواع من الطيور النادرة، وتعد  المحمية مأوى للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة حيث تم فيها رصد حوالي (43 طيراً) مستوطناً ومهاجراً مثل طيور الحجل و السلوى الجبلي ، والحمام ، والعقاب الأسود،  والعوسق الاوروبي. زخر المحمية بأنواع عديده من الحشرات والزواحف لكن خطة التصنيف للمحمية لم تتناول هذا الجانب من الاحياء باستثناء الشي اليسير وهو لا يرقى الى مسميات التصنيف البيولوجي .





التنوع البحري

ما يميز محمية حوف انها بالإضافة الى احتسابها محمية بريه تعد واحده من المحميات البحرية ان صح تصنيفها ، فالمحمية واقعه ضمن الامتداد البحري للسواحل الجنوبية حيث ان موقعها الجبلي يتسق بشكل طبيعي مع ذلك الامتداد البحري الذي يشكل نقطة التقاء طبيعية في منطقة راس فرتك  حيث تطل عليه المحمية بشكلها الجغرافي الجبلي .

تعتبر المحمية واحدة من اهم المواقع الهامة لتعشيش السلاحف وخاصة النادرة وقد تم إدراجها ضمن قوائم الاتفاقية الدولية  CITES ، وبما ان شواطئها تتلاقح بشكل جغرافي مع تلك الوديان التي تشكل جسد المحمية فان الكثير من المواد المغذية التي تصحبها السيول المتدفقة من المحمية تتسبب في ثراء تلك الاماكن البحرية بالمواد المغذيه والطمي والذي بدوره يجعل تلك البيئات زاخرة  بالعديد من الانواع البحرية مثل اسماك القرش والديرك والجحش ، كما تزخر بالعديد من الانواع مثل الربيان والشروخ والسرطان البحري والقواقع البحريه.

لكن الاجمل ما في ذلك المكان هو وجود الدلافين ، حيث تضفي على المسطح المائي لوحة جميله خاصة عندما تنطلق قافزة مخترقه جسد الماء باستعراضها المعروف .





نافذة السياحة البيئية

في محمية حوف يتعرف الزائر على ملامح الصورة الاحيائية ، وكثير ما تشكل فرصة نادرة للتمتع  بهذا الكنز الطبيعي الجميل والنادر ، فالغابة  هي مقصد سياحي يقصدها الآلاف من عشاق السياحة البيئية والباحثين  ،  ولان موقعها متاخم مع الشق الجغرافي الخليجي فان ذلك قد جعلها مقصدا سياحيا للكثير من السياح الخليجيين الذين ينشدون الطبيعة والهدوء بعيداً عن دنيا الأبراج وضوضاء التقدم .

وتشير الاحصائيات الى ان المحمية تستقبل سنويا ما بين 3000 الى 4500 سائح  اغلبهم من السكان اليمنين ، واظن ان هذا الرقم لا يمثل غاية المحمية لا سباب اغلبها يرتبط ببعد موقعها وتكاليف السفر اليها حيث تقع في اقصى الشرق اليمني ولو كان قدر لهذه المحمية التواجد في  محافظة متوسطة  ربما ازداد الرقم الى اضعاف ما هو عليه الان.





واحة ضبابيه نادره

ما يميز هذه المحمية هو انتشار الضباب وبشكل كثيف خلال الموسم المطري ،  فتكاد لا ترى فيها شيئاً سوى ركام ضبابي ابيض  يلفها بإتقان ، تتحول خلاله المحمية  وكأنها صفحة جليدية منبسطة على جزيرة "جرينلاند" القطبية ، وهذا الضباب يدعم الحياة فيها بشكل كبير ويعطيها هذا الوهج الاخضر المتميز بعد ان يغذيها بقطرات المياه المتناثرة ، لكنه يتحول اذا ما ازدادت فترة بقائه الى مشكله طبيعية ، فهو كثيرا ما يعرقل الاشعاع الشمسي من التغلغل الى احشاء المحمية ، وهذا يؤثر بالطبع على عملية التوازن الطبيعية الضرورية للكائنات الحيه ، واحيانا الاضرار بعملية النتح لدى النباتات . لكن وبرغم ذلك تظل تلك اللوحة البيضاء التي ترسمها تلك الضباب علامة طبيعية مميزه تختص بها المحمية وتظهرها بشكل ساحر وجميل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق