الأحد، 19 أكتوبر 2014

لحضارة تعانق التاريخ الإسلامي في الجامع الكبير والمدرسة الشمسية بذمار

لحضارة تعانق التاريخ الإسلامي في الجامع الكبير والمدرسة الشمسية بذمار


مجلة السياحة : معين قائد: محافظة يمنية تقع جنوب العاصمة صنعاء، اسمها مرتبط بماضي اليمن وحاضره.. حملت مدنها وقراها في احشائها مخزون تاريخي واثري وسياحي وأدبي كان رديفا للتاريخ اليمني.. انها مدينة ذمار التي عرفت بهذا الاسم نسبة الملك الحميري (ذمار علي وابنه ثاران يهنعم) مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة أو ما عرف في الموروث العربي واليمني بدولة (التبابعة) حسب ما تشير إليه كتب التاريخ..

الحديث عن ما تحمله احشاء ذمار المدينة والمحافظة، طويل، ولكننا هنا سنتحدث عن بعض معالمها الدينية من بينها الجامع الكبير بذمار والمدرسة الشمسية..



طراز سامراء الثالث

 أفادت بعض المراجع والبحوث ان بناء الجامع الكبير بذمار كان متزامناً مع الجامع الكبير بصنعاء، وتم تجديد بنائه في عهد سيف الإسلام «طغتكين بن أيوب».. وفي ذلك خلاف بين المؤرخين.

أما الطابع المعماري للجامع فقد بني بأحجار الحبش والبلق، والجحر الحبش لها لون اسود وهي احجار قوية وتشتهر بها مدينة ذمار، وله بابان غربيان وثالث جنوبي وفي وسطه فناء مرصوف بأحجار الحبش ويتوسط جدران المسجد كتابات جصية بارزة معظمها بالخط الريحاني الذي تطور فيما بعد إلى خط الثلث في تلك الحقبة الزمنية، أما منارة الجامع فتعد تحفة بديعة في فن العمارة الإسلامية ، حيث تبدأ من الأسفل بأحجار الحبش وتنتهي تدريجياً بأحجار الأجور المرصوصة بنمط زخرفي هندسي بديع.

أما منبر الجامع فهو من أقدم المنابر الخشبية في اليمن وقد أخذ طابعه الزخرفي طراز الزخارف التي ظهرت في القرن الرابع الهجري وعرفت باسم طراز «سامراء الثالث»..



المدرسة الشمسية

اما بالنسبة للمدرسة الشمسية فتقع في مدينة ذمار القديمة إلى جانب السوق، وتعد من أهم المعالم الأثرية الإسلامية التي لا تزال عامرة ، منذ أن قام ببنائها الإمام المتوكل يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد في سنة (1544م)، وسماها الشمسية نسبة إلى أحد أبنائه وهو الأمير شمس الدين ، أما فيما يتعلق بعمارة المطاهير والمنارة فتؤكد المراجع الى انها تعود إلى عهد الوالي العثماني محمد علي باشا الذي قام بعمارتهما ، وتشير المصادر إلى وجود مكتبة نفيسة موقوفة.

وتتكون المدرسة من بيت الصلاة ويتسع لحوالي (3000) مصلي تحيط به أبنية لسكن الطلاب من الناحية الجنوبية وملحقاتها ويتألف بيت الصلاة من خمس بلاطات بواسطة أعمدة رشيقة تحمل عقودا مدببة ، وتزين الجدران الأربعة في بيت الصلاة نصوص كتابية بخط النسخ، تحمل آيات قرآنية واسم المنشئ إضافة إلى الزخارف الجصية في كتابة المحراب وأعلى المدخل ، وفي الناحية الجنوبية لبيت الصلاة فناء مكشوف يتوسطه بركة مياه يقابلها مساكن الطلبة إضافة إلى المئذنة والمطاهير.

وكانت المدرسة إلى بضع سنوات خلت صرحا من صروح العلم ، إذ كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من مختلف المناطق وقد تخرج منها كوكبة من العلماء والفقهاء في شتى العلوم .

وقد تخرج من المدرسة الشمسية كبار علماء اليمن ورواد الفكر والأدب والتاريخ أمثال الراحل الاديب والمفكر عبدالله البردوني والاديب والشاعر إبراهيم الحضراني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق