الأحد، 12 أكتوبر 2014

انت لاتعرف اليمن . مدينه اب

انت لاتعرف اليمن . مدينه اب
في تاريخنا المعاصر
تعد مدينة إب  من أجمل المدن اليمنية .. وتتميز بما حباها الله من جمال الطبيعة.. واعتدال المناخ.. تقع مدينة إب القديمة إلى الجنوب من صنعاء بمسافة «193كم» وإلى الشمال من «عدن» العاصمة الثانية للجمهورية اليمنية بمسافة 230 كم.. ومدينة «إب» هي عاصمة المحافظة .. وتحدها من الشمال محافظة ذمار ، ومن الجنوب محافظة تعز.. وتقع محافظة الضالع في شرقها .. وتحدها غرباً ، زبيد ، وحيس من تهامة اليمن ـ الحديدة ـ وتتربع مدينة «إب» على ربوة مرتفعة على السفح الغربي
لجبل بعدان.. اختلف المؤرخون حول تسمية مدينة «إب» فقد قيل عنها ، إن اسم إب نسبة إلى الملك الحميري «إب يدع» ومنهم من يرى نسبتها
إلى «شهر آب» الذي تكثر فيه الأمطار.. وهناك رواية قريبة من الصحة تقول «إن إب لفظة فارسية تعني البلد الوفير المياه ، وهو مايرجح
أن يكون الأسم قد جاء مع الفرس الذين قدموا اليمن وحكموها حتى مجيء الإسلام.
وهذه الورقة تحدد المعالم التاريخية لهذه المدينة ، وتوضح الظروف التي عاشتها في الماضي القريب .. وقد اجتهد الباحث وهو اجتهاد المقل ، في ابراز رؤية تاريخية معاصرة لمدينة إب.. وتناقش هذه الورقة عناصر هامة ، ابتداءً من المحور الأول الذي يتحدث عن هيكلية «مدينة إب» ويناقش المحور الثاني «الأوضاع الاجتماعية والعمرانية ، أما المحور الثالث فيتناول الجانب التعليمي ومناهجه الدراسية ، ويناقش المحور الرابع الحياة السياسية في مدينة إب.. ثم الخاتمة التي تحدد الملامح العلمية لهذا البحث ..
> المحور الأول : هيكلية «مدينة إب»:
يحيط بالمدينة سور مبني من الحجارة ولها خمسة أبواب هي :
ـ باب النصر ـ من جهة المشنة وجبل بعدان شرقاً.
ـ باب سنبل ـ من جهة الجنوب.
ـ باب الكبير ـ من جهة الغرب
ـ باب الراكزة ـ من جهة الشمال
ـ باب الجديد ـ من الجهة الجنوبية الغربية.
وقد هدمت كلها أثناء الزحف العمراني خارج المدينة ولم يبق إلا جزء من باب الراكزة وقد رصفت المدينة في عهد الإمام أحمد ، وقام بذلك نائب الإمام القاضي أحمد السياغي.
ومن أسواقها الآتي:
ـ سوق الميدان الأعلى ، بالقرب من مسجد الجلالية ، وفي هذا السوق تجارة البهارات والعطور ، والبخور ، والخسف والخضار ، والملح .
ـ سوق الجزارين : وهو خاص باللحوم ، والقريب من جامع القيم ، وكانت السائلة الموجودة في المدينة القريبة من السوق عبارة عن مسلخ تذبح فيه الماشية ، ثم تنقل إلى السوق 0
3 ـ سوق الترتر وهو سوق يباع فيه التنباك والسجائر ، والجاز.. وزيت السمسم «الترتر».
ـ سوق الحمزاوي .. ويباع فيه الأبقار والأغنام .
ـ سوق الحرف ـ ويباع فيه الجنابي والنحاس ، والفضة وصناعها.. والطباخين».
أما أحياء المدينة فهي الآتي : «1» حي الميدان الأعلى «2» حي الجاءة ..وكان يسكنها اليهود «3» حي الحمضى «4» حي الميدان الأسفل «5» حي الراكزة «6» حي الصامت «7» حي الحشميلية «8» حي الكاظمية «9» حي عقيل «10» حي السنى «11» حي المخلطة «12»حي الحمام «13» حي النمير.
وفي عهد الفقيه شجاع الدين عمر بن عبدالرحمن بن محمد النظاري ، قام بحد الساقية من جبل بعدان عبر الممر المؤدي إلى الماء ، بحيث تصل إلى الخزان ، ويتم ذلك تنقية المياه عن طريق مشنة.. حيث تخرج المياه من فتحة توجد اسفل الخزان ، وتصل جريانها حتى تصل مسجد المشنة.. وتوجد ساقيتان لاستقبال المياه ، إحداهما كبيرة ذات عقود ، تقوم بايصال الماء إلى «المسنى» في جوار الجامع الكبير ، ومنه إلى المساجد .. أما الساقية الثانية وتمتد تحت الساقية الأولى ، وتصل إلى منطقة الميزاب مورد الماء بالمدينة.. وتتفرع من المسنى ساقيتان إحداهما تصل إلى شمال المدينة وشرقها.. والثانية تصل إلى جنوب المدينة .. وكانت تلك المجاري للمياه شبيه بمجاري العيون بـ«جمهورية مصر العربية» .. وكانت مشيدة باحجار منجورة وقضاض بعضها مكشوفة.. والبعض الآخر مغطاه ، وكانت المدينة وضواحيها تبدو من بعيد كلوحة جميلة .. كما وصفها أمين الريحاني «مدينة إب جميلة من بعيد .. فالقادم إليها من ماوية أو تعز يراها في السهل وحوله الزى ، كأنها حفنة من اللؤلؤ على بساط أخضر مفروشة في بحيرة جفت مياهها .
ويصفها الشاعر السوري الكبير «سليمان العيسى» الذي يقول في ديوانه :
يا إب ياخضراء
ياوردة السماء
مررت في واديك شعراً
فانتشى الغناء
غنت معي وديانك المنظرة
غنت معي القنن
بانسجة تلف هذا الشامخ العريق
في السفح والتلال
من قلب صنعاء ابتدأنا..أشرق الطريق
وانزاحت الظلال.. واستيقظ الرجال
ولبت المواكب المظفره.. هديرها وطن
وكانت المدينة الوحيدة التي تمتلك حديقة جميلة ، وتسمى «حديقة حول حمام» وقد مزقت إرباً تلك الحديقة.. ومع ذلك فقد بقى من جمالها ما جعل الأستاذ الدكتور علي الحداد أن يتغنى فيها انقتطف من ذلك المقطع التالي:
هدوءاً
منمسك أذرع صمت
تدلت لنا من ذوائب فتنتها الغافية
هدوءاً
ستدخل فردوسها من مرايا الذهول
هدوءاً ... سيبتدىء اللحن
تعزفه نسمة من برد السحول.. سنوقظها
ستوقظ باغفاءة في صبا مقلتيها
منداة بالكحل والياسمين
دعوها تحرك اهدابها
مثقلات بعطر تلهفنا
وحين سيكتمل الآلق الطفل
في شفتيها
ستسمع منا الذي سنقول..
> المحور الثاني : الحياة الاجتماعية والعمرانية:
كانت الحياة الاجتماعية بسيطة وإن كان يوجد بعض الاستعلاء من قبل العدنانيين تجاه الآخرين فقد كانت التركيبة الاجتماعية تستند على معايير وظيفية ، حيث كان الهاشميون هم في أعلى السلم الاجتماعي ، يليهم القضاة ثم المشايخ ـ وهم وجهاء القبائل ـ ثم يليهم التجار ، ثم أصحاب الحرف ثم شريحة اليهود ، ثم الأخدام .. وكان يوجد في المدينة نوع من التكافل الاجتماعي بين الناس.
وكان اليهود يسكنون حي الجاءه ، وكان لهم كنيسة على اليمين الداخل إلى المدينة من باب سنبل .. وكانوا يتجمعون في يوم السبت خارج سور المدينة.. في قرية المشراحة والتي تسمى اليوم «الشعاب» وكان سبب تجمع اليهود في قرية المشراحة اعتقاداً منهم بانتظار ـ «حمار عزير» ولهم مقبرة تحت قرية المشراحة.. وكان اليهود يجيدون صناعة دباغة الجلود ، وصناعة الأحذية .. ويقمون بخياطة ثياب النساء ، وكان أشهر الخياطين في إب «داود» وكانت النساء اليهوديات يقمن بغزل الصوف ، وينسجن منه اقمصة صوفية .. وكذلك اشتهر اليهود بصناعة الفرش القطنية.. واختصوا بصناعة الحلي من «فضة ونحاس» وكان ابرزهم بهذه الصناعة «هارون يوساني» و«يحيى اليوساني» و«حبشون» وغيرهم.. وكانوا يقومون بصناعة العقود الزجاجية ، وتجارة الأبواب ، والنوافذ.
واشهر القصور التي مازال معظمها قائمة حتى اليوم ، مثل : دار الملك ، دار القلم ، دار الغدر ، دار الميدان ، دار الفرناج ، دار المجزي ، الخ .. من تلك الدور التي يصل تعدادها إلى العشرات.
وكان النظام المحلي للمدينة يقوم على الوظائف الإدارية التالية:
أوجد العثمانيون نظام «القمسيون» وهو عبارة عن مجلس محلي.. كان يتم تشكيله بالانتخاب ، ومن مهام هذا المجلس الذي يجمع عدد من كبار الأعيان للبلد منتخبين من الرعايا بطرق سليمة ليس في ذلك حيف ولاجور ، وكان أول رئيس لهذا المجلس في مدينة إب هو «اسماعيل بن محمد باسلامة».
وفي عام 1914م عينت الحكومة العثمانية في اليمن في مدينة إب «اسماعيل باسلامة» رئيساً لبلدية مدينة إب.. وكانت تعرف باسم «الحسبة» ومهمتها الاشراف على المكاييل والموازيين في الأسواق ، ومعرفة الأسعار للحبوب ، كذلك من عمل الحسبة تنظيف الشوارع من القاذورات والأوساخ ، أيضاً حل الخصومات الوقتية .. والتي تحتاج إلى حلول سريعة وكذلك معرفة أموال اليتامى الذين لاوصي لهم.. فللحسبة أن تعرف مصائر هذه الأموال ولم يصرف منها للأيتام نفقة..
المحور الثالث : الجانب التعليمي ومناهجه الدراسية:
يعود تاريخ ظهور الدارسين في اليمن إلى عهد الدولة الأيوبية في اليمن ،وذلك حينما شرع الملك المعز اسماعيل بن طغتكين بن أيوب ، ببناء أول مدرسة له في زبيد عام 594 هـ وسماها المدرسة المعزية ، وهي التي عرفت بالميلين ، ثم استمرت المدارس منذ ذلك الانتشار من قبل الأيوبيين وأمرائهم ومواليهم.
وفي عهد الدولة الرسولية «1229 ـ 1454» والتي نهجت نفس النهج في انشاء المدارس والاهتمام بها والوقف عليها ، ولاسيما في مدينة إب ، مثل المدرسة الاسدية ، والشمسية وفي عهد آل طاهر 1454 ــ 1517م شيدت مدارس في إب منها المدرسة النظارية «المشنة» والتي أقامها الأمير جمال الدين محمد بن معان النظاري.. وفي عهد الإمام يحيى وجدت المدرسة الابتدائية ، وكانت تسمى «المكتب» ومدة الدراسة «خمس سنوات» في السنة الأولى يتعلم الطالب «الف ـ باء » إلى «سورة المرسلات» ويدربون على الكتابة الهجائية.. وفي السنة الثانية ، يدرس الطالب من سورة المرسلات إلى سورة القصص ، مع الجزء الأول من كتاب الاخلاق ، ويدربون على الكتابة والقراءة والحساب.. وفي السنة الثالثة ، يدرس الطالب من سورة القصص إلى نهاية القرآن الكريم مع الجزء الأول من كتاب الأخلاق ، ويدربون على الكتابة والأملاء .. وفي السنة الرابعة ، على الطالب إعادة ماتعلمه من القرآن الكريم تجويداً مع تفهم قواعد التجويد ، ويدرسون الجزء الثاني من كتاب الأخلاق .. وفي السنة الخامسة ، يكمل الطالب قراءة القرآن الكريم وتجويده مع الدراسة للجزء الثاني من الفقه والجزء الثالث من كتاب الأخلاق ، والجزء الثاني من الحساب مع تعريفهم قواعد الأملاء وتدريبهم على اتقان الكتابة.. وكان يقابل المكتب مدرسة أهلية تسمى «المعلامة» وهي اشبة بروضة الأطفال يتعلم الطفل فيها معرفة الحروف الأبجدية والهجائية مع حفظ قصارى السور من القرآن الكريم.. وساهمت إدارة الأوقاف بالمدينة بافتتاح مدرسة خاصة بالمعاقين والمكفوفين مع توفير السكن والطعام والكساء في العام مرتين يتعلم الطالب القرآن الكريم والتجويد واللغة العربية وبعض المتون الفقهية.. وكان للاوقاف مدرسة آخرى في جرافة تمنح الطالب المنتسب اليها نصف قدح «ذرة» وريال فضة «مارى تريزا» يتعلم الطالب نفس العلوم للمدرسة العلمية التي تدرس بالجامع الكبير ، والتي كانت تدرس فيه ، الفقه ، والفرائض ، والصرف والنحو ، والمعاني والبيان ، وأصول الفقه ، وأصول الدين والتفسير ، وعلم القراءات ، والحديث وعلومه.. واللغة والعروض والقوافي .. ويدرس علم الفلك والمنطق ، وعلم الكلام ، والتاريخ .. وكانت أوقات الدراسة تبدأ من كل عام في غرة محرم ، وتنتهي في آخر جمادي الآخرة ، ويخصص شهر رجب من كل عام لحفظ القرآن الكريم عند الزيدية.. وقراءة الفرائض عند الشافعية.. وتتوقف الداراسة في شهري شعبان ورمضان ، إلى آخر أيام عيد الفطر .. ثم تستأنف الدراسة حتى نهاية شهر ذي القعدة ، وتتوقف إلى بداية العام.
وكان يتم اختيار هيئة التدريس من أوسع العلماء معرفة وثقافة وأكثرهم فضلاً وورعاً ويخصص لهم مرتبات ، وكان التدريس مجان على حساب الدولة.. وكانت المساجد الأخرى يدرس بها بين صلاتي المغرب والعشاء لمن يرغب تعلم فقه العبادات والمواريث.
المحور الرابع : الحياة السياسية في مدينة إب :
في ظل تلك الأوضاع المغمورة بالجهل والمرض ، والتخلف ، فرضت الضرورة السياسية بين الأوساط الاجتماعية والنخب الثقافية بتكوين جبهة سياسية معارضة لنظام الامام يحيى ،حيث تكونت .. جمعية الإصلاح في عام 1945م برئاسة القاضي محمد بن علي بن حسين الأكوع ، وعضوية كل من القاضي عبدالرحمن الأرياني ، والقاضي عبدالكريم أحمد العنسي ، والشيخ عبدالرحمن بن محمد باسلامة ، والقاضي محمد أحمد صبره ، والشيخ حسين الدعيس والشيخ محمد البعداني ، والنقيب عبداللطيف بن قايد بن راجح ، ومحمد منصور الصنعاني «1»
ومن أهداف الجمعية إزالة حكم الإمام يحيى وابنائه ، وهو الهدف الذي تلتقي حوله الثلاثة التنظيمات وهي : هيئة النضال التي تأسست في عام 1946م بقيادة أحمد المطاع وحزب الأحرار ـ عدن ـ الذي تأسس عام 1945م بقيادة محمد محمود الزبيري وأحمد محمد نعمان وآخرين وجمعية الإصلاح.. إلا أن حزب الأحرار هو الذي استمر حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م تحت أسماء متعددة ، وكان القاضي عبدالكريم العنسي ، من أبناء إب هو أحد الأعضاء المنتمين إلى هذا الحزب ، عندما فر هارباً إلى عدن ، وامتدت اعمال الجمعية إلى خارج المحافظة ، وقد كلف القاضي اسماعيل بن علي الاكوع بالذهاب إلى ذمار ، فصنعاء حاملاً برنامج جمعية الإصلاح .. وفي صنعاء أجتمع بالمطاع ومحمد بن حسين عبدالقادر ، وعبدالسلام صبره ، وغيرهم.. وطرح عليهم الأفكار التي حملها من رئيس الجمعية القاضي محمد علي الأكوع ، وعضوية القاضي عبدالرحمن الارياني.. وعند عودته تم القبض عليه في منطقة «معبر» وعندما كشف سر الجمعية قامت السلطات بالقبض على الكثير من قوى المعارضة ومنهم قاسم غالب ، ومحمد أحمد نعمان ، ومحمد السياغي وآخرين.
وتوسعت قاعدة الجمعية وانضم إليها كثيرون ، وكان منهم عناصر أمنية تتبع النظام الحاكم ، ومنهم علي الغزالي الذي نجح في الحصول على أسرار الجمعية وتوجه بها إلى «تعز» وعرضها على ولي العهد الأمير أحمد من ثم قامت القوات الإمامية بالهجوم على مقر الجمعية .. والقبض على رئيس الجمعية وتم العثور على الوثائق المطلوبة ، وتم القبض على القاضي عبدالكريم العنسي والقاضي محمد بن أحمد صبره ، والشيخ حسن الدعيس والشيخ حسن بن محمد البعداني ، والنقيب عبداللطيف بن قايد بن راجح ، وعبدالرحمن بن محمد باسلامة ، ومحمد منصور الصنعاني ، والسيد محسن باعلوي .. وتم القبض على مجموعة «صنعاء» ومنهم القاضي عبدالسلام صبره ، والقاضي محمد أحمد السياغي ، وحمود السياغي ، وارسلوا جميعاً إلى سجن تعز ، وفي تعز تم القبض على محمد أحمد نعمان وكثيرين آخرين.
الخاتمة
كانت مدينة إب بحكم موقعها الجغرافي المتميز تعتبر «لوحة جميلة» تغنى فيها الشعراء والأدباء سواء من ابنائها أم الوافدين إليها.. وكان الشعر الشعبي الغنائي له دور ايضاً من ذلك يقول أحدهم :
إب الغروب وشرقها المشنة
هدية المحبوب «مضارعنه»
إب الغروب وشقها المخادر
وذي السفال تسلي الخواطر
لقد ساهمت مدينة إب مساهمة فعالة في البناء السياسي كرد فعل للحكم الإمامي وتكونت تيارات سياسية في عهد الإمام أحمد ساهمت تلك التيارات في الثورة السبتمبرية عام 1962م وقد خرج أبناء هذه المدينة مناصرين للثورة ، وانخرط الكثير منهم بالجيش الوطني ، الذي كون في الأشهر الأولى من الثورة السبتمبرية واستشهد الكثير منهم ، واندفع ابناء هذه المدينة إلى التعليم الحديث.. وكان للمصريين دور كبير ، بل دور انساني في تشجيع الاقبال على التعليم في المدارس التي بدأت حكومة سبتمبر تبنيها.. وكان الحديث عن النظام الملكي ملي بالمغالات نتيجة لما اصاب النازحين قصراً إلى عدن من غربه ، ولما شاهدوه هناك من لمسات للهامش الديمقراطي في عدن من حرية الكلمة والنظام القضائى.. وكانت رياح التغيير التي عصفت بالمدينة بعد الثورة عظيمة عملت على زحزحة مؤثرات الماضي إلى غير رجعة.. لقد كان على ابناء المدينة أن يقوموا متكاتفين في تغيير واقع المدينة والخروج من اسوارها.. وتوسعت المدينة على حساب الرقعة الخضراء.. وكانت المدينة الوحيدة على مستوى مدن الجمهورية لها مرعى مجاني يسمى وصلبة السيرد» أو قفته الملكة أروى بنت أحمد الصليحي .. وكانت مساحة المرعى تزيد على ثلاثة كيلو متر مربع.. وكان يرعى فيه «ابقار واغنام المدينة» وضواحيها.. إلا أن هذه المساحة قد تأكلت وانتهت هكذا كانت مدينة إب ، ولم تبق منها إلا الذكريات.
لقد كانت مدينة إب كما وصفها أمين الريحاني : تبدو من بعيد لؤلؤة بيضاء جميلة.
لأن التقاليد والعادات التي فرضت على سكان المدينة تدهن واجهة المنازل باللون الأبيض وبمادة تسمها «النورة» وكان يتم ذلك سنوياً.. وهذا ما كان يجعلها لؤلؤة بيضاء في وسط بساط آخضر «تسر الناظرين ».
ويصف الشاعر عباس المطاع مدينة إب بقوله :
دع عنك ماقيل في باريس إن ذكرت
إب الغروب التي تنسيك باريسا
لولا التقى لاعتقدناها الجنان كما
لو حلها آدم ماصدق ابليسا
ويصفها الشاعر محمد علي قعطبة وتخميس الاستاذ الشاعر محمد زين العودي ، بقوله:
هتف المغرمون بالأجواء وتغنت اطيارها في السماء
وتعالت اصواتها بالنداء
إب يامشعلا من الاضواء .. يانشيداً للفن والشعراء
في سماها ترى نجوماً اطلت نحو وديانها ترى ما اقلت من ثمار فهللت واستهلت
إب ياغادة الربيع تجلت فيك آيات سحره الوضاء
زينتها أودية وجبال رصعتها هضابها والتلال
كتب السائحون عنها وقالوا
انت يا إب رقة وجمال ووسام على جبين اللواء
كلما غنت البلابل غنى وإذا مالت الغصون تثنى
هكذا حالة الفؤاد المعنى
كل من يعرف الهوى يتمنى نظرة من سمائك الزرقاء
«ولله في خلقه شئون»
،صور تعز،صور صنعاء،صور عدن،صورسقطرى،
 #انت_لاتعرف_اليمن
,اجمل صور اليمن،صور من اليمن،
،منتدى صور اليمن،منتديات صور اليمن،صور اليمن السعيد،
you dont know yemen

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق